ضبط المصطلح

الفرق بين فقه اللغة وعلم اللغة و الفيلو لوجيا

الفرق بين فقه اللغة وعلم اللغة و الفيلو لوجيا

par IKRAM KERBOUCHE,
Nombre de réponses : 0

1. فقه اللغة:

 * التعريف: هو مصطلح عربي أصيل، يشير في الأصل إلى فهم اللغة وإدراك أسرارها ودقائقها، وكيفية استعمال العرب لها. ارتبط في بدايته بفهم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف.

 * الموضوعات: يركز على دراسة اللغة العربية بشكل خاص، وتاريخ تطورها، وخصائصها الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية. يهتم أيضًا بأصل اللغة، ولهجاتها، والعلاقة بينها وبين الفصحى، بالإضافة إلى دراسة المفردات وتطور معانيها.

 * المنهج: كان يعتمد في الغالب على الوصف والتأصيل التاريخي مع بعض المقارنات الداخلية بين لهجات اللغة العربية.

 * الغرض: في بدايته، كان يهدف إلى خدمة النص الديني وفهمه. لاحقًا، اتسع ليشمل دراسة اللغة العربية لذاتها وتراثها الأدبي والحضاري.

2. علم اللغة (اللسانيات):

 * التعريف: هو علم حديث نشأ في الغرب، ويعنى بالدراسة العلمية للغة بشكل عام، أي دراسة اللغة الإنسانية بصفتها نظامًا له قوانينه الخاصة، بغض النظر عن أي لغة معينة.

 * الموضوعات: يشمل دراسة الأصوات اللغوية (علم الأصوات)، وبنية الكلمات (علم الصرف)، وتركيب الجمل (علم النحو)، ومعاني الكلمات والجمل (علم الدلالة)، بالإضافة إلى اكتساب اللغة، وتطورها، وعلاقتها بالمجتمع والثقافة.

 * المنهج: يعتمد على المنهج العلمي القائم على الملاحظة والتجريب والتحليل الموضوعي للبيانات اللغوية. يسعى إلى وضع نظريات عامة تفسر طبيعة اللغة وكيفية عملها.

 * الغرض: فهم طبيعة اللغة الإنسانية، والكشف عن القواعد العامة التي تحكم جميع اللغات، وتطبيقاتها في مجالات مختلفة مثل تعليم اللغات، وعلاج النطق، والذكاء الاصطناعي.

3. الفيلولوجيا:

 * التعريف: مصطلح غربي مشتق من الكلمات اليونانية "philos" (محب) و "logos" (كلمة، دراسة)، ويعني في الأصل "حب الدراسة والتعلم". تطور ليصبح علمًا يهتم بدراسة النصوص القديمة، وتحقيقها، وفهمها في سياقها التاريخي والثقافي.

 * الموضوعات: تركز على تحليل النصوص المكتوبة القديمة (أدبية، تاريخية، دينية، إلخ) بهدف الوصول إلى أقرب صورة للنص الأصلي كما كتبه مؤلفه. يشمل ذلك دراسة اللغة التي كتبت بها النصوص، وتاريخ هذه اللغة وتطورها، بالإضافة إلى الجوانب الثقافية والتاريخية المحيطة بالنص.

 * المنهج: يعتمد على تحليل دقيق للنصوص، ومقارنة النسخ المختلفة، وفهم قواعد اللغة في عصر كتابة النص، بالإضافة إلى معرفة السياق التاريخي والثقافي الذي أنتج فيه النص.

 * الغرض: فهم الحضارات القديمة من خلال نصوصها، والحفاظ على التراث الثقافي والأدبي، وتقديم نصوص موثوقة للباحثين والقراء.

باختصار:

 * فقه اللغة: دراسة تاريخية وصفية للغة العربية بشكل خاص، مع اهتمام بالتراث الديني والأدبي.

 * علم اللغة: دراسة علمية عامة للغة الإنسانية كنظام، بهدف وضع نظريات عامة.

 * الفيلولوجيا: دراسة النصوص القديمة وتحقيقها وفهمها في سياقها التاريخي والثقافي، مع التركيز على اللغة القديمة للنصوص.

يمكن اعتبار الفيلولوجيا بمثابة حلقة وصل بين علم اللغة والتاريخ والأدب، حيث تستخدم الأدوات اللغوية لفهم الماضي من خلال نصوصه. بينما يركز علم اللغة على الجوانب النظرية والعلمية للغة بشكل عام. أما فقه اللغة، فيتميز بتركيزه التاريخي والوصفي على اللغة العربية وتراثها.