1: "لابد للمعنى والنحو أن يتفاعلا من أجل الوصول إلى توزيع ما لعناصر اللغة. "
يُشير هذا القول إلى العلاقة التكاملية بين المعنى (الدلالة) والنحو (التركيب) في بناء الخطاب، حيث يتفاعل كلاهما لتحديد كيفية توزيع عناصر اللغة داخل النص. فالمعنى يُوجّه اختيار التراكيب النحوية بما يتلاءم مع الغرض والسياق، بينما يُحدد النحو الإطار الذي يُصاغ من خلاله المعنى بدقة وتنظيم. هذا التفاعل ليس عشوائيًا، بل يخضع لقواعد السياق الوظيفي الذي يُبرز العلاقات بين العناصر اللغوية لتحقيق الانسجام والترابط في النص. و هذا التفاعل يساعد على فهم كيفية إنتاج المعاني وإيصالها عبر البنية اللغوية، مما يُبرز دور التكامل بين النحو والدلالة في تحقيق فعالية الخطاب. و هذا يعكس فكرة أساسية في تحليل الخطاب، وهي أن المعنى والنحو ليسا عنصرين منفصلين في بناء الخطاب، بل يتفاعلان للوصول الى لغة مفهومة.
2:"تتحقق الخطابات عبر تحديد المسارات الذهنية، القدرة اللغوية، القدرة الخطابية، والقدرة التواصلية. "
إنتاج الخطاب وفهمه يعتمدان على تنظيم العمليات العقلية أو المسارات الذهنية التي توجّه التفكير. هذه المسارات تشمل كيفية استيعاب الأفكار، تنظيمها، وترتيبها بأسلوب يخدم هدف الخطاب، و يعتمد توجيه هذه المسارات على ثلاث قدرات رئيسية: القدرة اللغوية، التي تعنى بإتقان القواعد اللغوية واستخدام المفردات بدقة، القدرة الخطابية التي تركز على تنظيم الأفكار وصياغتها بأسلوب يخدم الغرض والمقصد من الخطاب، والقدرة التواصلية التي تهدف إلى تحقيق تفاعل ناجح بين المتحدث والمتلقي ضمن السياق الاجتماعي والثقافي. هذه القدرات تعمل معاً بشكل متكامل لتشكيل خطاب فعال ومؤثر ( القدرة اللغوية+القدرة الخطابية=القدرة التواصلية) ، وإذا توافرت لدى المتكلم هذه القدرات الثلاث، فإنه يكون قادرًا على إنجاز خطاب متكامل وفعال.