العلاقة بين تحليل الخطاب ولسانيات النص علاقة احتواء، حيث تعد لسانيات النص جزءًا من تحليل الخطاب الذي يتسم بشمولية أوسع. تهتم لسانيات النص بدراسة النصوص باعتبارها وحدة لغوية متكاملة تتجاوز حدود الجملة، وتركز على تحليل التماسك النصي والاتساق الدلالي من خلال أدوات مثل التكرار، الروابط النحوية والدلالية، وتسلسل الأفكار. أما تحليل الخطاب فيتجاوز ذلك ليشمل دراسة استخدام اللغة في سياقاتها الاجتماعية والثقافية، مع التركيز على التأثير الاجتماعي للغة، والعلاقات بين النص والسياق، وتحليل الأيديولوجيات. بهذا المعنى، يمكن اعتبار لسانيات النص الأساس اللغوي الذي يعتمد عليه تحليل الخطاب لفهم البنية الداخلية للنصوص، بينما يضيف تحليل الخطاب بعدًا تفسيريًا للسياق الثقافي والاجتماعي والسياسي. فعلى سبيل المثال، في لسانيات النص يتم تحليل البنية اللغوية لنص معين لفهم التماسك بين الجمل، بينما في تحليل الخطاب يتم تفسير النص ضمن سياقه الاجتماعي ودراسة تأثيره على المتلقي. لذا فإن العلاقة بينهما علاقة احتواء وتكامل، حيث تعتمد أدوات لسانيات النص كجزء أساسي من أدوات تحليل الخطاب.
(Modifié par Nedjma ZEGROUR. Écrit initialement le Sunday 15 December 2024, 05:33)