يُعدّ كل من علم اللغة، وفقه اللغة، والفيلولوجيا من العلوم التي تهتم بدراسة اللغة، إلا أن لكل منها مجالاً خاصًا ومنهجًا مختلفًا في المعالجة. فعلم اللغة أو اللسانيات هو علم معاصر يدرس اللغة دراسة وصفية علمية، ويعتمد على مناهج دقيقة لتحليل مستويات اللغة المختلفة: كالصوتيات، والصرف، والنحو، والدلالة، والتداول. أما فقه اللغة، فينظر إلى اللغة نظرة تاريخية؛ إذ يهتم بنشأتها، وتطورها، وتغير معاني ألفاظها، وخصائص لهجاتها، ويُعنى بجمع مفرداتها وتحليلها في ضوء السياقات الثقافية والاجتماعية. في حين تركز الفيلولوجيا على دراسة النصوص القديمة دراسة نقدية وتحليلية، تجمع بين التحقيق اللغوي، والتفسير الأدبي، والفهم التاريخي، فهي تلتقي مع فقه اللغة في بعض الجوانب، لكنها أضيق منه وأكثر تخصصًا بالنصوص. وهكذا، يتكامل كل علم من هذه العلوم في خدمة اللغة، كلٌ بمنهجه وغايته.