المقولة الاولى تشير إلي أن فهم المعنى و النحو بشكل منفصل لا يكفي لتكوين جملة صحيحة و مفهومة فالنحو الذي يمثل قواعد ترتيب الكلمات في الجملة يعمل كالاطار الذي يمكن المعنى من الوضوح و الدقة فبدونه تصبح الكلمات مجرد تراكيب غير مفهومة. و من ناحية أخرى يحتاج النحو إلى المعنى ليضفي الحيوية على التراكيب اللغوية حيث يصبح كل عنصر في الجملة ذو دلالة واضحة. وبدون هذا التفاعل بين المعنى و النحو لن نتمكن من توزيع العناصر اللغوية بشكل يمكن أن يعبر بدقة عما نرغب في قوله. فبساطة التفاعل بين المعنى و النحو هو ما يجعل اللغة وسيلة فعالة للتواصل الانساني مما يسمح لنا بنقل أفكارنا و مشاعرنا بوضوح و دقة و هذا التفاعل يضمن أن كل كلمة في الجملة لها مكانها الصحيح و دورها المحدد. مثلا: دون تفاعل سليم بين المعنى و النحو: ذهب المدرسة إلى الطالب، هنا الكلمات صحيحة و مفهومة و لكن ترتيبها غير صحيح نحويا مما يجعل الجملة غيرمفهومة. ومع تفاعل سليم بين المعنى و النحو: ذهب الطالب إلى المدرسة فهنا ترتيب الكلمات يتبع القواعد النحوية الصحيحة مما يجعل الجملة مفهومة و تعبر بوضوح عن المعنى المقصود.
أما المقولة الثانية: فتشير إلى أن الخطابات يعتمد على تفاعل ثلاث قدرات أساسية فالقدرة اللغوية تمكن المتحدث من صياغة جمل صحيحة ذات دلالة واضحة مما يضمن وضوح الرسالة خاصة أنها تشمل إتقان اللغة من حيث المفردات، القواعد النحوية و التراكيب اللغوية و القدرة الخطابية التى تبرز من خلال مهارات الالقاء و فن الخطابة كالتلاعب بالنبرةو الإيقاع و الحركات الجسدية مما يجعل الخطاب جذابا و مؤثرا، أما القدرة التواصلية فتعنى بالتفاعل مع الجمهور حيث يتطلب الامر قراءة ردود أفعالهم و التكيف مع إحتياجاتهم لضمان فهم الرسالة بشكل إجابي فتحقيق خطاب فعال يتطلب تكاملا و تناغما بين هذه القدرات حيث تمكن المتحدث من تقديم خطاب متكامل يحقق الاهداف المرجوة و يؤثر على الجمهور بشكل فعال.